السيسي وميتسوتاكيس خلال مأدبة العشاء بحضور رئيسة اليونان. الصورة: التحدث باسم الرئاسة- فيسبوك

نص كلمة السيسي خلال مأدبة العشاء الرسمية في اليونان 11/11/2020

منشور الخميس 12 نوفمبر 2020

بسم الله الرحمن الرحيم،

سيدتي الرئيسة السيدة إيكاتيريني، رئيسة الجمهورية اليونانية،

 أتوجه لفخامتكم بالشكر، والعرفان على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال خلال زيارتي لبلدكم الصديق، الذي يحظى بمكانة خاصة في نفسي، ولدى الشعب المصري بأسره، حيث نتشارك معا إرثا حضاريا يضرب بجذوره في أعماق التاريخ. فمصر واليونان، من أقدم الحضارات وأكثرها عراقة وأصالة، وكان لهما دورا بارزا وتأثير لا يمكن إنكاره على تقدم مسيرة الحضارة الإنسانية في مختلف مجالات العلوم والفنون والآداب.

إن ما يجمع بين مصر واليونان من قواسم مشتركة ومصالح متبادلة وروابط ثقافية وثيقة يجعل من البلدين الصديقين جسرا مهما للتلاقي والحوار والتعاون بين العالمين العربي والإسلامي من ناحية، والقارة الأوروبية من ناحية أخرى، ويضع على كاهلنا مسؤولية مشتركة لنشر قيم السلام والتسامح، ونبذ العنف والاحترام المتبادل بين شعوب وثقافات جنوب وشمال البحر المتوسط.

سيدتي الرئيسة،

ولقد جاءت زيارتي إلى بلدكم العزيز، في وقت تشهد فيه علاقاتنا الثنائية طفرة مشهودة في كافة أوجه التعاون، بما يؤكد ماتتسم به تلك العلاقات من طبيعة استراتيجية تستهدف تحقيق تطلعات شعبي البلدين.

 كما مثلت فرصة مهمة لاستمرار التشاور وتبادل الرؤى مع فخامتكم، ودولة رئيس الوزراء، ليس فقط حول سبل الارتقاء بالتعاون فيما بين بلدينا على كافة الأصعدة، وإنما لتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية ذات التأثير المباشر على أمننا القومي، ولعل التوافق في وجهات النظر الذي ساد في محادثاتنا، يعكس اقتناعا راسخا بضرورة مواصلة التضامن لتحقيق أهدافنا المشتركة.

وتزداد أهمية لقائنا اليوم بالنظر إلى ما تشهده منطقة شرق المتوسط من ممارسات استفزازية، ومحاولة زعزعة الاستقرار الإقليمي بالمخالفة لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، بالإضافة إلى حالة التوتر والاحتقان الراهنة بين العالمين الإسلامي والأوروبي جراء الرسوم السيئة للرموز والمعتقدات الدينية المقدسة، وما تلاها من جرائم ارهابية، الأمر الذي يؤكد المسؤولية الملقاة على عاتق مصر واليونان للاستمرار في تقديم النموذج الإيجابي للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة، والعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة، وإعمال صوت العقل والحكمة لإرساء الإخاء والمساواة، وقبول الآخر، ورفض العنصرية والتطرف والكراهية.

وختاما، يطيب لي أن أوجه لفخامتكم الدعوة لزيارة مصر في المستقبل القريب، لمواصلة جهودنا من أجل تعميق أوجه التعاون بين بلدينا، متمنيا لكم كل التوفيق والسداد، ولشعب اليونان الصديق مزيدا من الرفعة والرخاء والازدهار... وشكرا.


ألقيت الكلمة في مدينة أثينا، بحضور رئيسة اليونان إيكاتيريني ساكيلاروبولو، ورئيس وزراء اليونان كرياكوس ميتسوتاكيس.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط