مرتضى منصور. صورة أرشيفية من صفحته على فيسبوك

خسائر رياضية وسياسية: كيف سقط مرتضى منصور؟

منشور الأحد 15 نوفمبر 2020

مع صباح التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني ومع إعلان الحصر العددي لنتائج دائرة ميت غمر الواقعة في محافظة الدقهلية بانتخابات مجلس النواب، خرج النائب الحالي مرتضى منصور من دائرة المنافسة، بعدما حل وفقًا للنتائج في المركز السادس، ولكن خسارة المقعد البرلماني ومعه الحصانة ليست أول صدمات مرتضى منصور، فقبل شهر واحد أعلنت اللجنة اﻷولمبية المصرية إيقافه ﻷربع سنوات عن مزاولة أي نشاط رياضي، وتغريمه 100 ألف جنيه مصري، كما ألزمت إدارة نادي الزمالك بانتخاب رئيس جديد للنادي، لتبدأ رحلة الأسئلة عن مصيره بعد فقدان حصانته في 9 يناير/ كانون الثاني المقبل، لكن السؤال الأهم الذي تجيب عنه السطور التالية، كيف وصل منصور للوضع الحالي.

ما وراء اﻷزمة

وفقًا لمصدرين تحدثت إليهما المنصة، فإن الأزمة الحقيقة التي أوقعت بعضو مجلس النواب لدورة 2015 فيما يعيشه الآن، هو رد فعله الغاضب على رفض طلبه لجهات عليا كانت مشرفة على إعداد القائمة الوطنية من أجل مصر التي فازت بمقاعد القائمة في انتخابات برلمان 2020، بإدراج نجله ضمن القائمة ممثلًا لمقاعد حزب الشعب الجمهوري، فضلًا عن طلب بإخلاء دائرته في ميت غمر من مرشحي مستقبل وطن ليحسم هو الأمر بسهولة.

مصدر أول، مُقرب من دائرة عمل مرتضى منصور في مكتبه الخاص بالمحاماة قال للمنصة، إنه مع الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول، تواصل منصور مع جهات تعمل على إعداد القائمة الوطنية التي ستخوض انتخابات النواب، من أجل وضع نجله أحمد مرتضى منصور ضمنها، وأن يتم سحب أحد مرشحي مستقبل وطن وهما الثنائي أحمد الألفي وأسامة راضي ليكون له فرصة للفوز، الإ أن الرد جاء بالرفض، ومن ثمَّ بدأت الأزمة.

بحسب رواية المصدر بعدها حاول مرتضى منصور مرة أخرى، لكن الرفض كان صريحًا أنه لا فرصة لنجله (أحمد) في الترشح ضمن القائمة، ولا نية لسحب أحد مرشحي مستقبل وطن من دائرة ميت غمر، ليصل بعدها لمسامع الجهات التي كانت وقتها تُعد مرشحي الانتخابات، أن منصور تجاوز في حقهم وزعم أنهم راغبون في تشويه صورته لمصلحة أجهزة أخرى، بحسب رواية المصدر.

مصدر آخر مُقرَّب من أسرة مرتضى منصور تحدث للمنصة "منذ ذلك الخلاف ومرتضى بات متأكدًا أنه سيتعرض لأزمات في الأيام اللاحقة، سواء على مستوي عقبات وصوله للبرلمان في دورة انتخابية جديدة أو فيما يتعلق بنادي الزمالك، كما كان متيقنًا من فشل نجله في تجربة الترشح على المقعد الفردي لدائرة الدقي والعجوزة والجيزة، كونه ينافس رجل اﻷعمال محمد أبو العينين وثنائي مستقبل وطن، منتصر رياض وزكي عباس".

وخرج مرتضى في أحدث فيديو له مساء الجمعة، ليقسم أنه لم يخسر الانتخابات وكان اﻷول في دائرته، متوعدًا أحمد موسى وعمرو أديب "بالحساب"، متسائلًا عن إعلانهما نتيجة الانتخابات بعد فرز أربعة صناديق فحسب.

https://www.youtube.com/embed/1oNSTws0V60

 في 14 أكتوبر/ تشرين اﻷول المنقضي قررت اللجنة الأوليمبية المصرية إيقاف مرتضى منصور ﻷربع سنوات، وبموجب القرار يصبح مقعد رئاسة الزمالك خاليًا، قبل أن يقرر مركز التحكيم والتسوية في 28 أكتوبر بطلان لائحة الزمالك التي أعدها منصور قبل عامين، إلا أن طعن إدارة الزمالك على الحكم أوقف تنفيذه مؤقتًا، كل هذا بالتزامن مع تسريبات إعلامية حول مخالفات مالية رصدتها لجنة تفتيشية من وزارة الشباب والرياضة والجهاز المركزي للمحاسبات في الزمالك.

في 8 أكتوبر، تداول فيديو يظهر فيه مرتضى منصور في تجمع انتخابي بدائرته، يهاجم فيها القائمة الوطنية من أجل مصر قائلًا "أنا مادفعتش 50 مليون جنيه من دم الشعب عشان يحطني في القائمة… اللي يدفع 50 مليون ده يبقى معاه كام؟ وبيجيب الفلوس دي منين؟ وهايلمهم إزاي؟"


اقرأ أيضًا: "مرتضى ليس ساندويتشًا": تفاصيل التضييق على رئيس الزمالك في قناته


م يكن ذلك هو الهجوم الوحيد لعضو البرلمان الحالي على مستقبل وطن، بل تحدث في 25 أكتوبر، ضمن إطلالته الأخيرة على قناة الزمالك، من خلال برنامج زملكاوي لأعضاء مستقبل وطن "بلاش اللى بتعملوه دة كفاية اللى حصل في انتخابات الدقي والعجوزة.. الرئيس السيسي ليس في ‏حاجة لما تفعلوه".

في 27 أكتوبر، أعلنت قناة الزمالك إيقاف برنامج زملكاوي المنبر الدائم لرئيس الأبيض منذ افتتاح القناة في 22 يناير لمدة أسبوعين بناء على قرار من المجلس الأعلى للإعلام، ليكشف مصدر بقناة الزمالك للمنصَّة أن القرار جاء من المجموعة المتحدة نفسها دون أى مستند رسمي من المجلس الأعلى للإعلام بدليل عدم إرسال المجلس حتى كتابة هذه السطور لأى بيان صحفي حول مخالفات البرنامج وحيثيات إيقافه، مثلما يحدث في كل مرة يتعرض فيها برنامج أو قناة للإيقاف، موضحًا أن المجموعة هي من قررت إيقاف البرنامج بسبب تجاوزات منصور في حق مستقبل وطن.