نبيل حبشي. الصورة: صفحة نجله على فيسبوك

أسبوع حزين في سيناء: اختطاف مسيحي وقتل مهندس شاب وتحطم مروحية

منشور السبت 14 نوفمبر 2020

أسبوع حزين آخر شهدته سيناء، حيث اختفطت عناصر مسلحة تاجر مشغولات مسيحي بالقرب من منزله في مدينة بئر العبد بشمال سيناء، مساء 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، فيما لقي مهندس شاب مصرعه برصاصة مجهولة المصدر جنوب مطار سيناء، في 12 نوفمبر، وهو نفس اليوم الذي تحطمت فيه مروحية تابعة لقوات حفظ السلام، مما أسفر عن مقتل سبعة جنود من جنسيات مختلفة.     

اختطاف مسيحي

أجمعت روايات شهود العيان على أن ثلاثة ملثمين مسلحين بأسلحة آلية اعترضوا طريق نبيل حبشي سلامة، 61 سنة، على بعد عشرات الأمتار من منزله في حي الغزلان بمدينة بئر العبد، شاهرين اﻷسلحة لترهيب اﻷهالي ومنع تدخلهم، ونقلوا المختطَف في سيارة ربع نقل استولوا عليها تحت تهديد السلاح أيضًا، وقادوا السيارة في عدة طرق ملتفة، بغرض تمويه وجهتهم النهائية، ما يعيد إلى اﻷذهان حوادث استهداف ما يسمى بتنظيم ولاية سيناء للمسيحيين، ما أدى إلى هجرتهم قسريًا من مدينة العريش في فبراير/ شباط 2017، بعد تعرض بيوتهم للحرق وخطف وقتل بعضهم

وقال بيتر حبشي، نجل المختطف، في بوست على فيسبوك، إنه والده يعمل في مجال تجارة المشغولات الذهبية منذ فترة طويلة في بئر العبد، ويتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، وأنه أحد مؤسسي كنيسة العذراء هناك، مطالبًا اﻷجهزة اﻷمنية بتكثيف الجهود لتحرير والده، حتى لا يصبح مصيره مجهولًا كمصير  بخيت لمعي الذي اختطِف في أغسطس/ آب الماضي من قريةاﻷبطال ببئر العبد.

 

صورة من بوست لنجل المختطَف

تأتي تلك الواقعة بعد عدة هزات أمنية تعرض لها مركز بئر العبد خلال اﻷشهر الماضية، لا تزال تبعاتها تؤثر على حياة اﻷهالي الذين سمحت لهم السلطاتب العودة إلى منازلهم في أكتوبر/ تشرين اﻷول المنقضي، حيث قُتل  18 فردًا، بينهم 16 في قري قاطية وأقطية والمريح والجناين، نتيجة عدة انفجارات لعبوات ناسفة، تركها عناصر ما يسمى بولاية سيناء، واثنين لقيا حتفهما إثر انفجار عبوة ناسفة في منزل مملوك للمواطن فايز أبو نجدي، في 31 أكتوبر، كذلك قتلت عناصر تكفيرية المواطن صقر المسعودي أمام منزله في قرية جلبانة بدعوى تعاونه مع جهات اﻷمن.

في انتظار التعويضات

وقال شهود عيان إن قوات الجيش مشطت الخميس مدارس القرى اﻷربعة، وعددها 17 مدرسة، لضمان خلوها من العبوات الناسفة، تمهيدًا ﻹعادة الدراسة فيها مجددًا، بعد أن قرر  محافظ شمال سيناء، اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، إرجاء الدراسة فيها ﻷسبوعين، باﻹضافة ﻷعمال صيانة بدأت تشهدها القرى خاصة في قطاع الكهرباء والاتصالات والمياه، غير  أنتعويضات الأضرار التي لحقت بالمزارع والبيوت لا تزال رهن استكمال الملفات ومراجعة الجهات الحكومية، بما لا يتناسب مع حاجة الأهالي المنكوبين الملحة لصرف التعويضات قبل أن يشتد الشتاء.

وفي قرية قاطية دشن أبناء قبيلة السماعنة لوحات تذكارية تحمل أسماء الضحايا من أفراد اﻷمن والمدنيين، الذين قضوا نحبهم جراء انفجارات وأعيرة نارية خلال عمليات تحرير القرى اﻷربعة والتصدي لاعتداءات عناصر ما يسمى بتنظيم ولاية سيناء.

فيما قال اﻷهالي إنهم يساندون القوات المسلحة في مواجهة أي عناصر تنتمي للتنظيم تظهر في القري، ما تم ترجمته في ظهور مدنيين ملثمين يحملون أسلحة آلية يرافقون قوات الجيش أثناء عمليات التمشيط، على غرار اﻷوضاع السائدة جنوب الشيخ زويد ورفح تحت غطاء اتحاد قبائل سيناء، وهو مجموعة مسلحة متعاونة مع القوات المسلحة.

ومقتل مهندس جنوب مطار العريش

وفي جنوب العريش، قُتل إسماعيل محمد إسماعيل، 24 سنة، مهندس مساحة، نتيجة إصابته بعيار ناري غير محدد المصدر، أثناء مزاولته عمله مع شركة مقاولات مدينة في نطاق جنوب مطار العريش.

 

إسماعيل محمد إسماعيل. صورة منتشرة على فيسبوك 

بحسب روايات أكدها عدة عاملين في مناطق رفح والشيخ زويد والعريش أن شركات المقاولات المدنية تنشط حاليًا في تشييد طرق لوجستية وإنشاءات في قطاعات الكهرباء والمياه وإزالة الركام وعمل سواتر أمنية خرسانية وجدران وأبراج مراقبة، وذلك تحت حراسات أمنية مشددة.

وبرزت في رفح أعمال تطوير في محيط معبر رفح وعلى طول خط الحدود شملت أحواض استزراع سمكية وأجهزة كشف ومراقبة ومواقف انتظار للسيارات، وكذلك إنشاء طريق عالى الكفاءة من الحفن جنوب العريش حتى ساحل قرية الشلاق بالشيخ زويد.

يأتي ذلك بعد اللقاءات التي أجراها مؤخرًا الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن توسيع عمليات التنمية في سيناء، وإعادة هيلكة الجهاز الوطنى لتنمية سيناء، في يوليو/ تموز 2020، ونقل تبعيتة من رئاسة مجلس الوزراء إلى وزارة الدفاع، ما يعني أن الدولة حاليًا لم تعد فى حالة إرجاء للمشروعات الكبيرة بسبب وجود "تنظيم ولاية سيناء" على الأرض، خاصة مع خسارة التنظيم مناطق الانتشار التقليدية و تقلص مساحة نفوذه فيها.

وحل رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمد فريد، زائرًا على العريش، في 11 نوفمبر الجاري، لمتابعة سير العمليات ومظاهر عودة الحياة لطبيعتها بشمال سيناء، حيث قُطعت خدمات التليفون واﻹنترنت بكافة مناطق العريش لسبع ساعات تقريبًا، فيما شدد بيان نشرته الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة في 12 نوفمبر، على "عودة الحياة لطبيعتها وتهيئة المناخ الملائم للاستثمار والتأكيد على جاهزية التصدي لكافة التهديدات".


اقرأ أيضًا: عام على نزوح مسيحيي العريش.. مُستَجيرين برصاص الديار من قسوة التغريبة


وتحطم طائرة "حفظ السلام"

وفي واقعة مختلفة، تحطمت مروحية تابعة لقوات حفظ السلام في سيناء، الخميس 12 نوفمبر، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين وفرنسي وتشيكي، جميعهم أعضاء في القوة الدولية المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الموقع عام 1979.

وتضم قوات حفظ السلام في سيناء 1154 جنديًا من 13 جنسية مختلفة، بينهم 452 جنديًا أمريكيا و18 تشيكيًا وجندي فرنسي واحد، بحسب الموقع الرسمي للقوة.