السيسي خلال الفعالية- الصورة: الصفحة الرسمية للمتحدث الرئاسي

نص كلمة السيسي في جلسة "نموذج محاكاة الأمم المتحدة لمجلس حقوق الإنسان" 11/1/2022

منشور الخميس 13 يناير 2022

 

38:44

بسم الله الرحمن الرحيم،

خليني أهنيكم من كل قلبي على النموذج اللي أنتم اشتغلتم عليه فيما يخص محاكاة لموضوع من أهم الموضوعات اللي دايمًا بيتم استخدامها، أو بيتم التعامل معها، أو بيتم الترويج ليها على إنها يعني، موضوع متطور وراقي جدًا مرتبط بحقوق الإنسان، وخاصة في قضية كانت كاشفة. قضية الكوفيد-19، والإجراءات اللي صاحبتها وقد إيه كانت... لأن هي كانت على مستوى العالم، فماكانش في فرصة للدول إن هي تقدر، يعني، تقدر تتعامل معاها إلا في إطار إجراءات كانت، أتصور، إن الدول الغربية بالقيود اللي فرضتها، كانت أول نقطة من النقاط اللي يِمكن بعضها كان ضد مبادئ ومفاهيم هم متصورينها على سبيل المثال، زي حرية التنقل وحرية التطعيم أو كلام من هذا القبيل.

طب ما هو اقتضت المصلحة، المصلحة العليا للعالم كله، وللدول ديت، إن هي تاخد إجراءات وقيود، كان الهدف منها حماية العالم كله، وحماية الدولة الوطنية في هذه الدول. أتصور إن هذا الأمر في حد ذاته هو، يعني ألقى الضوء على إن... إن اقتصار موضوع حقوق الإنسان في حرية التعبير فقط والممارسة السياسية، وإنه أهمية إن هو يـ... يبقى، يمكن ده كان الجيل الأول، والجيل التاني كان الاقتصادي والاجتماعي، و... .

 وإحنا هنا في مصر، ومابنقولش ده عشان، يعني، نشير إن إحنا كدولة حريصين على الموضوع دوت... إحنا حريصين على موضوع حقوق الإنسان من منظور، من منظور فكري... معتقدات إحنا بنمارسها.

لما بنيجي نتكلم زي، يعني، ما تم تناوله، حتى من، يعني، شبابنا اللي اتكلم في الموضوع، أو من السيدة السفيرة مشيرة خطاب على موضوع عدم التمييز، وعملية آآ التمييز على أساس ديني أو أي أساس آخر حتى... الكلام ده إحنا ماعملنهوش تحت ضغط من حد، إحنا عملناه في ضوء معتقدات وأفكارنا اللي إحنا بنقول فيها إن التنوع والاختلاف ده أمر آآ.. إحنا بنقوله أمر سنة من السنن الكونية. يعني الاختلاف والتنوع بين الناس. في اللغة وفي اللون وفي الشكل وفي الثقافة، وفي كل شيء. ده سنة، مش هانقدر نخلي العالم كله يتكلم لغة واحدة. مش هانقدر نخلي العالم كله شكل واحد. مش هانقدر نخلي العالم كله مشاربه السياسية مشرب واحد.

وأتصور إن لو إحنا فكرنا إن إحنا عايزين نعمل ده، نقول الكل يبقى له لون سياسي واحد، أو فهم وممارسة واحدة... أخشى، أخشى إن إحنا يكون ده شكل من أشكال الـ.. الاستعلاء، الاستعلاء بالقدرة، الاستعلاء بالإمكانيات، الاستعلاء حتى بالـ.. بالـ.. بالممارسة. لابد يبقى في تنوع واختلاف بين الدول وبعضها البعض. ده مش أنا اللي بقول كدا، مش أنا بقول كدا عشان بحاول أروج لحاجة أو أدافع عن حاجة. لأ أنا بتكلم، دي.. ده الواقع اللي الدنيا كلها موجودة فيه.

النقطة التانية اللي عايز أتكلم فيها هنا، وكانت بدرو من النقاط المهمة.. موضوع اللي طرحته السيدة المشيرة.. سفيرة خطاب.. إن إحنا نحط مع الـ.. توصياتنا اللي ممكن نبعتها أو هاتبعتوها للأمم المتحدة، إن.. لما حصل تطور، والتطور ده كان كاشف، أنا بتكلم عن الأوبئة هنا، وده كان كاشف وده مهم إنه يتحط ويبقى جزء أو بند من بنود حقوق الإنسان اللي هو مجابهة الأوبئة أو الأمراض الخطيرة، وأيضًا الزيادة السكانية، والسيطرة عليها.

وأنا هاتكلم في النقطة دي على إنها قد إيه بتمثل تحدي لكتير من الدول. كتير من الدول اللي موجودة يمكن، أو الدول الغربية بالتحديد، النمو السكاني بتاعها متوقف أو ثابت على مدى يمكن 30-40 سنة. يعني بنيته الصحية، ماكانتش محتاجة دعم. بنيته الصحية، لأن هو كان عدد سكانه مثلًا في أي دولة من غير ما نذكر أسماء كانت 40 أو 50 مليون. يبقى البنية الصحية اللي موجودة على مدى الـ30 الـ40 سنة اللي فاتوا ماكانتش محتاجة تعزيز أو تطوير.

طب تصوروا دولة زي مصر.. دولة زي مصر لو بنتكلم على 2- 2.5 مليون زيادة سنوية. أنا لما آجي أعزز البنية الصحية لمصر... ده كل سنة محتاج أضيف تعزيز مش بنية صحية بس، لأ، حتى البنية التعليمية، اللي هو المداس والجامعات... ده أمر يتحط في الاعتبار إنه ده تحدي من التحديات، لأن أنا، لو أنا ما قدمتش تعزيز للعملية الصحية في مصر، تتناسب مع الإنسان اللي عندي. طب، طب أنا كدا قصرت كدولة في حق من حقوق الإنسان في العلاج الصحي الجيد. أو التعليم الجيد.

أنا عايز أقول إن ده تحدي. طب هل الناس، أو لما بيتم تناول حق، حقوق الإنسان في مصر، أنا هاقبل أي شكل من أشكال، يعني، التناول لما، يعني، لأوضاعنا في مصر.. لكن أرجو إن يكون التناول تناول متكامل، تناول شامل. دي قضايا موجودة عندنا.

هو النهارده لما يكون عندي إنسان، يعني 2.5 كل سنة.. هو أنا مش محتاج إن أنا أشغلهم؟ وأديهم فرص عمل؟ هو ده مش من حقه كإنسان إن هو يشتغل ويعيش؟ ولا مش من حقه؟ طب أنا أعمل ده إزاي؟ وعشان كدا أنا، بتفق وبأكد وداعم تمامًا لفكرة إن النقطة دي تبقى أحد نقاط حقوق الإنسان، عشان الناس تبقى عارفة إن هي بتمثل تحديات لدول زي دولنا.

فدي نقطة أنا بس كنت عايز أتكلم فيها كمان. وعايز أقولكوا على حاجة. إحنا لما جاءت الجائحة، كانت، ضربت العالم كله.. إحنا في مصر رصدنا 100 مليار جنيه في دولة يعني ظروفها الاقتصادية مش... مش قوية. السياحة في مصر اتضربت بشكل كامل، وده قطاع كبير جدًا بيدر أكتر من 14-15 مليار دولار. قطاع النقل وحتى في قناة السويس تأثر بشكل كبير، حركة النقل في مصر أو حركة النقل في العالم كله اتأثرت. وده قطاع كان برده بيدر أموال لينا واتأثرنا بيها تأثر كبير. لكن ده ما منعناش، في إطار إن إحنا الحفاظ على حقوق شعبنا.

 وزي ما اتقال كده، إن ده ماحصلش فيه تمييز بينه ومابين الموجودين عندنا، الناس اللي هم، إحنا مابنقولش عليهم لاجئين بالمناسبة، لضيوفنا اللي موجودين هنا شبابنا، إحنا مابنقولش عليهم لاجئين. وعايز أقولكوا على حاجة، طب ما هو التناول، هو حق الهجرة حق من حقوق الإنسان. إحنا في مصر هنا بنتكلم على 6 مليون إنسان جم نتيجة الصراعات اللي موجودة، بعضها يعني، نتيجة الصراعات اللي موجودة، أو محدودية القدرات، وحجم الفقر اللي موجود في... في دول، يعني، قريبة مننا. لا منعناهم، ولا قعدناهم في مخيمات. أنا بتكلم على رقم كبير قوي. مش بتكلم على 5000 ولا 10000، يعني أصدقاءنا في أوروبا بيرفضوا إن هم يستقبلوهم، أنا بتكلم على 6 مليون إنسان... 6 مليون إنسان، موجودين هنا، مش موجودين في معسكرات، ما فيش معسكرات لاجئين في مصر. خالص. الناس دي مدمجين في مجتمعنا، بيشتغلوا وبياكلو وبيشربوا وبيتعلموا وبيتعالجوا.. يمكن تكون قدراتنا مش متقدمة قوي، وإمكانياتنا تكون مش متقدمة قوي زي الدول الغنية. لكن ع الأقل إحنا، الـ... يعني تم إتاحة ما لدينا لهم من غير كلام كتير. من غير كلام كتير. وما سمحناش لنفسنا إن إحنا نبقى معبر لهم يعبروا فيه إلى المجهول، ويلقوا مصير، يعني قاسي جدًا في البحر المتوسط أثناء هجرتهم لـ... لأوروبا. ماعملناش ده.

مش عايز أطيل عليكم. أنا سعيد بإن يتم تناول هذا الموضوع المهم. وأيضًا ربطه بموضوع زي موضوع الـ... الجائحة، جائحة كوفيد، وتأثيرها. وقد إيه زي ما بقول كدا الموضوع بتاع الجائحة كان كاشف، وأيضًا موضوع الهجرة وتعامل الدول معاه هو أيضًا كاشف. كاشف لفكرة مفهوم وممارسة حقوق الإنسان.

يا ترى هاتستقبلوا الناس اللي هي ماعندهاش فرصة ديت؟ ولا بتحافظوا على مجتمعاتكم وبتحافظوا على مكتسباتكم وبتحافظوا على قدراتكم الاقتصادية، ومش مستعدين تدوا لحد؟ إحنا هنا ما عملناش كدا. إحنا هنا في مصر ماعملناش كدا. إحنا رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة، استقبلنا بـ.. بـ.. بتواضع كل من لجأ إلى مصر خلال السنوات الأخيرة ديت.

يبقى كلمة واحدة مهمة تنتبهوا لها... إن مش عارف إن النقطة اللي أنا هاقولها دي، يمكن حطها، يعني يتم ذكرها أو لأ في موضوع حقوق الإنسان.. يا جماعة... يعني.. اللي بيعمل صراعات في الدول تؤدي إلى خرابها، ده ما يعتبرش، ده أمر لابد إن إحنا نحطه في الاعتبار، إن الدول اللي بتسعى إلى تخريب الدول الأخرى من خلال التآمر و.. وأمور أخرى. هل ده مايعتبرش؟ هو النهارده اللي حصل في الدول اللي موجودة حوالين مننا، هو في حد نجي في دولنا اللي موجودة دي غير مصر؟ في منطقتنا العربية دولة نجت من الخراب غير مصر؟

 مش عايز أقول أسماء الدول عشان بطبيعة الحال مش عايز، يعني.. يعني أعمل إيلام للدول اللي بتعاني من كدا.. لكن أكيد كلنا عارفين الخريطة بتاعة منطقتنا هنا، وحالة الخراب والدمار اللي موجودة فيها، ومعسكرات اللاجئين اللي فيها ملايين البشر، بقالهم 10 سنين موجودين دلوقتي.. يا ترى، يا ترى.. حقوق المواطنين، مش بس حقوق المواطنين، الـ.. نتاج الاستمرار في معسكر للاجئين 10 سنين.. يعني الطفل اللي كان عنده 7 سنين بقى عنده 17، والبنت أو الفتاة اللي كان عندها 8 سنين بقى عندها 18 سنة.. موجودة فين؟ موجودة في معسكر.. أنا بتكلم على ملايين.. بتكلم على ملايين مش بتكلم على 10 ألاف ولا 100 ألف. موجود في دول فيها 2 مليون و3 مليون لاجئ، علاوة غير اللاجئين اللي موجودين داخل المعسكرات الداخلية للدول ديت.

اللي قام بالعمل على هدم الدول ديت.. هه. هو مش ده حق من حقوق الإنسان إن إحنا لا نتدخل في شؤون الدول حتى نخربها ونسيب المواطنين البساط يعانوا في ليبيا، في سوريا، في اليمن، في الصومال، في العراق؟ مش عايز أتكلم على دول تانية. ومصر كانت هاتبقى من الدول ديت. مصر كانت هاتبقى من الدول، دولة فيها 100 مليون كانت معرضة للخراب وللدمار.

المفروض إن، يعني، حد زيي في الوظيفة ديت مايتكلمش كدا. عشان يعني.. لكن لاااا.. لازم نكون كشباب ينظر.. من أي دولة في العالم، إن هو ينتبه وينتبه إنه يبقى دايمًا عنده العقلية النقدية لما يتم طرحه. اسمع وشوف وافرز بعقلك. شوفوا العالم اللي إحنا حوالين منا اللي أنا بتكلم عليه ده بقى فين؟ ليه؟ بقى العالم اللي أنا بتكلم، الدول دي اللي أنا بتكلم عليها، حجم الضرر والخراب وحقوق الإنسان اللي استهلكت فيها، قد إيه؟ ليه؟

أخشى إن يكون التنافس السياسي والمصالح بتؤثر كتير جدًا جدًا على الـ... على الإجراءات اللي بتتم، وبالتالي بتروح فيها دول في الرجلين، وتضيع شعوبها، وتتخرب البلاد ديت ويبقى مالهاش مستقبل لـ50 و100 سنة قادمين.فـ.. أنا بشكركم، جميعًا، حتى.. حتى اللي، اللي قام بالمساهمة وقام بالهجوم على مصر بمنتهى الشدة (يبتسم الرئيس) أنا بشكركم. صحيح، أنا حسيت إن (يضحك الرئيس) حسيت إن الخطاب قاسي جدًا، لكن، لكن صدقوني الواقع اللي موجود في مصر مش بقوله كدا. أنا بقولكم كشباب هاتسافروا من هنا، اللي مش موجودين معانا في مصر. الواقع اللي في مصر مش كدا خالص. وبالتالي ده شكل من أشكال الإساءة بقصد أو بدون قصد للدولة المصرية. شكرًا جزيلًا. (تصفيق)


ألقيت الكلمة في مدينة شرم الشيخ، خلال بدء أعمال منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، وذلك بحضور عدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من مختلف دول العالم.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط.