تصميم: يوسف أيمن - المنصة

تنين دنيرس الذي يدمر المدينة

منشور الخميس 3 مارس 2022

 

يهدي أحدهم الأميرة المنفية دنيرس تارجيريان في حفل زفافها ثلاثًا من بيض التنين بألوان مختلفة. وفي الأوان المحدد؛ تخرج من هذه البيضات ثلاثة تنانين صغيرة، تبدأ في الطيران، تتضخم أحجامها بسرعة، لتمتلك تدريجيًا قوة تدميرية هائلة بسبب أجسادها القوية، وبسبب النيران التي تطلقها من أفواهها، فتتحول إلى الأداة الأساسية التي ستمكّن الأميرة من استعادة عرش عائلتها الحديدي، عبر رحلة طويلة من المعارك والصراعات والتحالفات والخيانات ستخوضها بصحبة هذه التنانين، وصولًا للانتصار النهائي والأهم.

لكن شهوة الأميرة للسلطة ليس لها حدود، فبالرغم من فقدانها لتنينين من الثلاثة خلال الرحلة الطويلة، وبالرغم من حصولها على العرش الحديدي في النهاية، إلا أنها تطمح لمزيد من السلطة، أن تصبح كل ممالك الأرض تحت إمرتها، واثقة في قدرتها على تدمير العالم القديم بأكمله بفضل التنين الأخير الباقي معها.

كان لابد من هذا المدخل من أجل القراء الذين لم يشاهدوا المواسم الثمانية للمسلسل الأشهر عالميا خلال الأعوام العشرة الماضية صراع العروش، كي يتمكنوا من فهم عما نتحدث. فنحن نقصد تنينًا هائلًا تمتطيه آمرته ليحلق بها، وعليها فقط أن تأمره بكلمة واحدة: دراكارس، أي "نيران" باللغة الڤاليرية. وهو بنيرانه وبجسمه القوي قادر على فتح الطرق، تدمير المدن، وقتل الآلاف من البشر حرقًا في دقائق قليلة.

 

تنين دنيرس بعد حرق كينجزلاندينج. الصورة من الحلقة الخامسة من الموسم الثامن لمسلسل صراع العروش - HBO

***

نرى من بعيد مجموعةً من العمال يهدمون بيتًا بمطارقهم. ما زالت في البيت بعض المقتنيات التي كانت تخص سكانه الذين لا نعرفهم. أحد العمال يتوقف عن الهدم، يدع مطرقته الثقيلة بجواره، ينحني ليلتقط من على الأرض صورة فوتوغرافية، يتأملها، يمزقها، ويلقيها لتسقط طائرة في الهواء، بينما تحاول الكاميرا متابعة هذه الصورة التي كانت تخلد لحظة من تاريخ هؤلاء الذين لا نعرفهم، وتحولت لمجرد قصاصات ورق ممزق.

هذا المشهد من أكثر المشاهد إيلاما في فيلم آخر أيام المدينة (2016) للمخرج تامر السعيد. لكننا، إن ابتعدنا عن السينما، وذهبنا إلى الحياة الواقعية على أحد المحاور القاهرية، أو ربما فوق أحد الكباري الطويلة التي لا تنتهي، أو مرورًا بأحد توسيعات الطريق الدائري، فسنمر سريعًا بين بيوت تم هدم أجزاء منها على الجانبين، هدم يشبه بدرجة كبيرة طريقة تنين دنيرس في التدمير. فالتنين لا يمحي الشيء تمامًا تاركًا أنقاضه، بل يكتفي بتدمير نصفه، تاركا النصف الآخر شاهدًا عما كان قبل مروره، ولنتذكّر أنه عبر من هنا.

جدران غرف كانت مسكونة لعقود طويلة ببشر قاموا بطلائها عدة مرات. بعضها ألوانه محايدة، والبعض الآخر له ألوان فاقعة وحية وتطفح بالسخونة، وكلهم شهود على حياة كانت هنا، على عائلات احتمت بهذه الغرف قبل أن تهدم، قبل أن تختصر حيوات كاملة في هذه الجدران بألوانها المتنوعة، وما زالت فوقها آثار الصور التي أزيلت قبل الهدم، قبل أن تتحول هذه الغرف المسكونة والدافئة بصخب العائلات، أو بوحدة من كانوا يعيشون بمفردهم، إلى جدران عارية تمامًا، يتأملها العابرون بإحساس ذنبٍ، وكأنهم ينتهكون خصوصيتها وخصوصية من كانوا قاطنيها.

لا يملك العابر أن يقاوم عملية ذهنية تحدث تلقائيًا بينما ينظر إلى هذه الجدران، وهي أن يتخيل هذه الصور التي كانت معلقة عليها، مثلما استطاع أن يري ذهنيًا هذه الصورة التي تم تمزيقها في فيلم تامر السعيد، مستعيدًا وجع المشهد السينمائي مكررًا آلاف المرات، وبوجع أكبر.

نستطيع أن نرى هذه الصور جيدًا بالرغم من غيابها، فبتخيلنا لها سنرى صورنا الخاصة، صورًا تسجل لحظات من تاريخنا الشخصي، ولحظات من تاريخ مدينتنا الذي تمحوه السلطة السياسية الحالية بسطوة وثقة وبطش تنين دنيرس بحجة بناء عالم جديد لا يعرف أحد ملامحه، مثلما لا يعرف أحد كيف ستكون مدينتنا الجديدة. لا نعرف سوى حقيقتين؛ الأولى كيف كانت مدينتنا القديمة التي ما زالت حاضرة في ذاكرتنا بكل وجوهها الجميلة والقبيحة وإن بدأت في التلاشي تدريجيًا، والثانية أن المدينة الجديدة، التي ستنتج من مرور القديمة بأكبر عملية تغيير قسري في تاريخها الحديث، لن تخصنا ولن نملك معها أية ذاكرة.

 

ملصق دعائي لفيلم آخر أيام المدينة

***

يتطلب أداء السلطة المصرية الحالية الكثير من الدراسات والأبحاث كي نفهم توجهاتها خلال الأعوام الأخيرة، وكي ندرك بعض ملامح شبكة المصالح الاقتصادية المعقدة للفئات الاجتماعية التي تعبر عنها هذه السلطة، سواء كانت بيروقراطية داخل الدولة، أو أصحاب نفوذ داخل قطاعات عسكرية وأجهزة أمن، أو مافيات عائلية وسياسية موروثة من عهد مبارك، أو أصحاب رؤوس أموال مصرية أو إقليمية أو دولية.

لكن هذا النص، العاطفي ربما، لا يطمح في أكثر من تأمل المشهد، دون التورط في هذه التحليلات الضرورية بدورها. هو نص لا يتجاوز ما تراه عين أحد مواطني المدينة، وهو يتأمل هذا التنين الخرافي الذي تلبست روحه السلطة، فيقرر إنشاء مدينة جديدة كاملة من لا شيء، يسميها عاصمة، ويسخر كل إمكانيات الدولة التي يديرها لبناء هذه العاصمة، بينما يدمر عاصمة أخرى كانت من أهم مدن العالم لقرون طويلة، ويحولها لمجرد جسر عبور سريع على الطريق من وإلى العاصمة الجديدة للجمهورية الجديدة، بينما يُحمِّل المواطنين العبء الاقتصادي لهذه المشاريع الفرعونية، ويحول حياتهم اليومية إلى جحيم، دون أن يفهموا جدوى ما تسمية السلطة بـ"الإنجازات".

***

تعلمت تنانين دنيرس الشراسة وطاعة مالكتها عبر حبس اثنين منها في كهف مظلم. بداخل هذا الكهف، بعيدًا عن البشر والنور، أصبحت التنانين كائنات مهولة ومرعبة، وبدأت في تخزين طاقة النيران التي لا تنضب بداخلها، ليتم استدعائها عند لحظة المعركة، عند بداية رحلة الثأر، رحلة البطلة لامتلاك ما تتصور أنه حقها بالوراثة.

وكأن مسار السلطة المصرية الحالية يتوازى مع هذا المسار لتنانين دنيرس، فيتم استدعاء قطاعها العسكري في لحظة الخطر المفصلية، لحظة التمرد والثورة لعام 2011، كي يشكل واجهة ورأس السلطة، بعد سنوات طويلة من التراجع وترك الساحات للاعبين آخرين. فتبدأ السلطة الجديدة عملية سيطرتها الكاملة على جهاز الحكم والدولة والمجتمع مع بداية رحلة الثأر النصف الثاني من عام 2013.

لا تكتفي السلطة الجديدة بأن تنتقم من ناس المدينة الذين ثاروا وخرجوا للشوارع والميادين وحواري الأحياء، وأن تقوم بتأديبهم، بل يمتد انتقامها للجدران والبيوت، ومدافن أجدادنا. تتحول شوارع أحيائنا المألوفة بسرعة قياسية لطرق سريعة لا نستطيع عبورها سائرين، بعد أن كانت سابقًا أماكن لعب الأطفال، وتسكع المراهقين والشباب، وتسوق وتمشية الأهالي. تتحول إلى بدايات أو نهايات كباري ضخمة يتم بناؤها في أسابيع قليلة، كل كوبري منها يقود إلى الآخر، وبينها وبجوارها تمتد العواميد الضخمة الأسطورية لما يسمونه "المونوريل"، يخترق الأحياء وكأنه ذيل تنين دنيرس القادر بحركة واحدة على تدمير الأشخاص والأماكن.

ومع التغيير الدائم لشكل المدينة، وتدمير قطاعات منها، وبناء المزيد من الكتل الإسمنتية المهولة، نفقد ذاكرتنا المرتبطة بأحيائنا وشوارعنا، نفقد انتمائنا لمدينتنا وإحساسنا بأنها ملكا لنا، نتحول إلى غرباء في المكان الذي ولدنا وعشنا به، بكل الضعف والارتباك والخوف الذي يميز الغرباء.

 

صورة من صفحة رئاسة مجلس الوزراء على فيسبوك أثناء تفقد وزير النقل لمشروعي المونورويل والقطار الكهربائي

***

لا يطلق التنين نيرانه دون هدف، يطلقها لحماية دنيرس تارجيريان، أو لإبادة أعدائها، أو يطلقها تجاه حيوانات يحتاجها لتغذيته الشخصية. وربما تكون "اللا مجانية" في الفعل هي السمة الوحيدة التي لم تستلهمها السلطة المصرية من التنين، أن تكون لكل عملياتها التدميرية مبررات. فعلى سبيل المثال نجد أن السلطة تقتلع أشجار المدينة التي عاشت لسنوات طويلة كي تقلل من قسوة الحر على سكانها، وتمنحهم الأكسجين، وتنقي هواء المدينة من بعض التلوث. وكأن الأشجار والمساحات الخضراء تؤلم تنين السلطة أو تضايقه لسبب لا نعرفه. وربما نكون مخطئين، ويكون لهذا الفعل مبرره، أن تحول حياة سكان المدينة إلى شيء لا يطاق.

في المقابل نجد أن للتنين المدمر ممارسات أخرى نعرف جميعا تفسيراتها بسهولة من زاوية مصالحه، بداية بالبطش بالخصوم والمنتقدين والمعارضين والتنكيل بهم، وصولا لأن يتنازل عن أراض مصرية دون مناسبة وبتزييف للتاريخ ولحقائق الجغرافيا، مرورًا بأن يمنح المقاولات التي تخص الدولة/ الوطن/ الشعب على الهواء مباشرة، حيث يتم الفصال في أسعار التكلفة والأرباح دون أي دراسات علمية أو دراسات للجدوى الاقتصادية. فتتحول السلطة السياسية إلى مقاول لا يملك أحد أن يناقشه في عملية تدميره أيضًا للقواعد الاقتصادية الرأسمالية المتعارف عليها، والمفترض فيها أن تمنح الطبقات العليا، والسلطة نفسها، الاستقرار المالي والسياسي المرغوب. فتدمر هذه القواعد مثلما تدمر المدينة.

***

تحتقر السلطة المهزومين والضعفاء والفقراء، وتخجل من مجرد وجودهم. وكأن ضيوفها وحلفائها إن لم يروا بيوت الفقراء وأحيائنا الشعبية، وإن لم يروا مدينة الموتى التاريخية، حيث يعيش مئات الآلاف من الأحياء بصحبة ملايين من الأموات، سينسون تلقائيًا أن هناك فقراء وضعفاء ومهزومين في بلادنا. وعن قصد، وكمبرر لبعض عمليات التدمير، تخلط السلطة بين العشوائية والشعبية، تحاول أن تجعل كل كلمة منهما مرادفة للأخرى، فيصبح كل ما هو شعبي وفقير، إن أرادت إزالته وبيع الأرض للمستثمرين الكبار، عشوائيًا. بينما تمحو السلطة نفسها بعشوائيتها الاقتصادية والسياسية تاريخ البلد، وتاريخ الدولة التي خططت وأسست أحياء الفقراء وأمدّتها بالخدمات منذ عقود.

ومثلما ينظر تنين دنيرس باستخفاف إلى مساعديها لأنهم لا يملكون نيرانًا مثل نيرانه، وتحتقر دنيرس من هم أضعف منها واستطاعت هزيمتهم، تنظر السلطة المصرية بنفس الاستخفاف لكل القطاعات المجتمعية التي كانت منتصرة في 2011، وتنظر باحتقار أكبر إلى السكان الذين عاشوا في أحيائهم الفقيرة عقود طويلة، لأنهم لم ينتصروا كأفراد على قدرهم كفقراء. وتستخف ببعض الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى، متصورة أنها لن تحتاج إليهم في الجمهورية الجديدة.

وإن سقط أبناء الشرائح المتوسطة أو العليا من الطبقة الوسطى في دائرة الفقر، أو هبطوا إلى شرائح أدنى من الشرائح الاجتماعية التي كانوا يحتلونها سابقًا، يتحولون بدورهم لمادة تستحق الاحتقار لأنهم لم ينجحوا في مقاومة السقوط في هذا الثقب العميق، ثقب الانحدار الاجتماعي، الذي إن سقطت بداخله لن تستطيع الخروج منه ثانية.

***

الأمهات والآباء من الطبقة الوسطى الحالية يعلمون جيدًا الفرق بين حياتهم السابقة وحياة أبنائهم. يتذكرون ما كان يدفعه أهلهم كمصاريف دراسية في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، مصاريف كانت أقرب للرمزية، فقد تعلموا في مدارس وجامعات مقابل جنيهات قليلة، يتذكرون كيف كان الأهالي يتحايلون على التكاليف الإضافية للدفاتر والأدوات المكتبية والكتب الدراسية التي يتم نسخها وتوريثها بين العائلات والجيران، يتذكرون أنهم إن مرضوا يتم علاجهم في شبكة التأمين الصحي التابعة للدولة، وقبل وبعد المرض كانوا يلعبون في شوارع الأحياء الآمنة.

ولأنهم يتذكرون ملامح الحياة السابقة، ويعرفون ملامح الحياة الحالية وتكلفتها، وما يحتاجه أبناؤهم من تعليم ورعاية صحية ونوادٍ وأنشطة إضافية، فهم يعون الخطر الدائم، رعب أن يسقطوا في هوة الفقر فجأة وللأبد، أو أن يقوم التنين بحركة مفاجأة من ذيله الطويل بإزالة بيوتهم وتشريدهم وإرسالهم إلى أي مكان يقرره، إن أراد هدم هذه البيوت لتوسيع الطرق، أو لبناء محاور أو كباري، أو لمصلحة مستثمرين "مجهولين"، أو لمجرد أنها مساكن شعبية تنتمي لزمن الستينيات ولا يصح أن يراها ركاب المونوريل.

زمن الستينيات.. حين كان بناء الطبقة الوسطى هو المشروع القومي، وليس إفناءها.

***

تقول القاعدة التاريخية إن المنتصر يدمر مدينة المهزوم.

من الويكيبيديا ورواية القطائع لريم بسيوني: بعد سنوات من مجيء الخليفة العباسي "المأمون" بنفسه إلى مصر، ليقمع ثورة المصريين ضد واليه، ترسل الدولة العباسية أحمد بن طولون لحكم مصر. بجوار مدينتي الفسطاط والعسكر يؤسس ابن طولون مدينته الجديدة "القطائع"، أي الأحياء، والتي ستكون عاصمة دولته المستقلة عن الدولة العباسية والمتمردة عليها. بعد وفاة ابن طولون وهزيمة دولته وعودة العباسيين لاحتلال مصر يتم تدمير مدينة القطائع وحرقها بالكامل، لمحو الذاكرة الجماعية المرتبطة بالدولة المستقلة المهزومة. لم ينج سوى المسجد الكبير الذي بناه ابن طولون وسمي باسمه. ويأمر الولاة اللاحقون أن يبني سورًا حول الخرائب التي بقيت من مدينة القطائع، كي لا تؤذي أعين المتجهين إلى مدينة القاهرة.

***

يقولون إن في أزمنة القمع وغياب الديمقراطية تزدهر الرمزية في الأعمال الفنية، وإن الأدباء والسينمائيين والشعراء يلجؤون في هذه الحقب إلى الرموز والاستعارات كي ينتقدوا السلطات الغاشمة وممارساتها عبر الإيحاء وتجنب التصريح المباشر.

بعيدًا عن أي أوهام رمزية، لا يمكن إنهاء هذا النص دون الإشارة لكيف انتهت سلطة دنيرس وتنينها. دمرت الملكة دنيرس عاصمة المملكة التي كان مفترضًا أن تحكمها، فباستخدام تنينها قامت خلال ساعات قليلة بتدمير كل الأبنية وحرق السكان، مدفوعة بحقد ورغبة في الانتقام من الجميع، وأن تبدأ عهدها برعب كبير يكرس سلطتها للأبد.

 

دنيرس وتنينها دروجون في أول معركة يخوضها. الصورة من الحلقة التاسعة من الموسم الخامس لمسلسل صراع العروش - HBO 

كانت لحظة دهشة بامتياز، فقد اعتاد مشاهدو المسلسل عبر ثمانية مواسم على قاعدة محددة؛ غياب الخطوط الحمراء، فكل الأبطال معرضون للقتل أو الاختفاء النهائي في أية لحظة. لكن المشاهدين لم يتوقعوا أن تحدث الإبادة الجماعية على يد البطلة التي كثر حديثها عن العدل والتجرد والتوحد مع قوى الخير، وعن هدفها في تغيير العالم القديم وكسر العجلة، وعن ذاتها باعتبارها مبعوثة استثنائية لبناء عالم جديد.

بعد انتهاء عملية التدمير والذبح، وفي لحظة انتصار دنيرس تارجيريان الأهم على الجميع، يبرز من داخل نفس السلطة من ينهي مسارها، يأتي "البطل" الأقرب إليها ليقتلها بخنجر، ليغلق دائرة التدمير والدم. يرى التنين مالكته وآمرته وقد ماتت، يسلط نيرانه الغاضبة على رمز السلطة؛ العرش الحديدي المصنوع من مئات السيوف الفولاذية حتى يصهره تمامًا، ثم يحمل الجسد الميت لرأس السلطة، يطير بها بعيدا، ويختفي للأبد، تاركًا وراءه ووراء سلطته وسلطتها الخراب. تاركًا ما تبقى من العالم القديم، بناسه وسلطاته، يحاولون الاستمرار، وتجاوز بعض الخراب بقوانينهم وأعرافهم المستقرة.

مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.