تصوير بسمة فرج- المنصة
إزالة مقابر الإمام. أغسطس 2023

انسحاب 4 أعضاء من لجنة تقييم جبانات القاهرة مع استمرار الهدم في مقابر الإمام

محمد الخولي
منشور الاثنين 28 أغسطس 2023 - آخر تحديث الاثنين 28 أغسطس 2023

قال مصدران مقربان من لجنة تقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، المشكلة بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو/حزيران الماضي، للمنصة إن أربعة أعضاء في اللجنة اعتذروا عن الاستمرار فيها، وطلبوا إعفائهم احتجاجًا على استمرار أعمال الهدم في مقابر الإمام الشافعي، وعدم الالتفات إلى آرائهم.

وأوضح مصدر وهو أثري مقرب من أحد أعضاء اللجنة، وطلب عدم ذكر اسمه، أن الأعضاء الأربعة الذين تقدموا باستقالتهم هم أستاذة الهندسة بجامعة القاهرة الدكتورة سحر عطية، والأستاذة المتفرغة بقسم العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة الدكتورة زينب شفيق، وأستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة عين شمس الدكتور جلال عبادة، والباحثة الأثرية مي الإبراشي.

وتضم اللجنة ستة أعضاء، بينهم ثلاثة من المنسحبين مؤخرًا، بينما الرابعة وهي مي الإبراشي فهي باحثة متخصصة كانت اللجنة تستعين برأيها في تاريخ الجبانات.

وأشار المصدر الثاني، وهو أثري أيضًا ومقرب من أعضاء باللجنة، إلى أن الأعضاء يفكرون في الاعتذار عن اللجنة من أسبوع تقريبًا نتيجة لاستمرار أعمال الهدم بعنف في مقابر الإمام الشافعي وتجاهل تام لمطالبهم بتوقفه.

وأضاف المصدر نفسه بأن ما حدث بالأمس من فك تركيبات مدفن الأمير يوسف كمال تمهيدًا لإزالته، كان  النقطة الفاصلة والحاسمة في تقديم استقالتهم، مشيرًا إلى أن صاحب هذا المدفن هو أمير من أسرة محمد علي باشا، وهو مؤسس مدرسة الفنون الجميلة في القاهرة عام 1905، وجمعية محبي الفنون الجميلة عام 1924، وكذلك شارك في تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما.

وأعلنت رئاسة الجمهورية في 12 يونيو الماضي أن الرئيسي السيسي وجه بتشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، تضم جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير.

وتضمن القرار أن تقوم اللجنة بدراسة البدائل المتاحة والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها للرأي العام قبل يوم الأول من يوليو 2023.

وفي 12 يوليو/تموز الماضي صدر بيان من رئاسة الوزراء أكد فيه أن رئيس الحكومة مصطفى مدبولي اجتمع مع أعضاء اللجنة ومن بينهم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، الذي نقل عنه البيان تأكيده أن "السياسات المقترحة تتضمن وضع مخطط تطوير لدعم حركة السياحة، مع إيجاد شبكة محاور خضراء تعمل على إحياء المناطق التراثية، وربط المزارات والمسارات السياحية والمقابر التاريخية".

وحاولت المنصة التواصل مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي للحصول على رد منه بشأن استقالات الأعضاء، وموقف اللجنة من استمرار أعمال الهدم، إلا أنه لم يرد على هاتفه.

ترحيب بالاستقالات

ومن جانبها قالت أستاذة التخطيط العمراني جليلة القاضي في تصريح مقتضب للمنصة إن "استقالة الأعضاء الأربعة لم يعد سرًا وهذا أمرا يشرفهم.. وسبق وانسحب الدكتور عباس الزعفراني (أستاذ تخطيط عمراني) من اللجنة بدون اخطار لخلاف نشب بينه وبين رئيس اللجنة".

وقالت أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، سهير حواس إنه في حال استقالة الأعضاء الأربعة من اللجنة فهذا يعني أنهم أرادوا التبرؤ مما يحدث على أرض الواقع، وأن يقولوا للجميع إن ما يحدث الآن في المقابر لا علاقة لهم به.

ولفتت حواس في حديثها مع المنصة إلى أن ما يحدث الآن في الإمام الشافعي مخالف للتوصيات التي سبق وأعلنها رئيس الوزراء في اجتماعه مع أعضاء اللجنة، وتابعت "السؤال الآن من هي الجهة أو الشخص الذي يملك قوة مخالفة رأي لجنة شكلها الرئيس بنفسه".

التساؤل نفسه طرحته أستاذة العمارة والتصميم المساعدة سالي رياض في حديثها مع المنصة، مؤكدة على أن ما يحدث في مقابر الإمام الشافعي "لا يمكن أن يرضي أي إنسان عادي فما بالنا لو كان إنسان درس وعرف قيمة المباني التي يتم هدمها"، مضيفة بأن "هدم المقابر التاريخية جريمة يجب أن يتبرأ منها أي متخصص فلا يمكن أن يقبل أحد أن يكتب اسمه في لجنة لدراسة تقييم وضع المقابر ثم يتم هدمها".

وأشار بيان رئاسة الوزراء بعد اجتماع لجنة تقييم مواقف المقابر التاريخية إلى أن المنطقة تتميز بالتفرد التراثي والتاريخي، "حيث تضم القاهرة التاريخية المسجلة على قائمة مواقع التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، إلى جانب منطقة مزارات آل البيت، ومنطقة حدائق الفسطاط، وجامع عمرو بن العاص، ومجمع الأديان، بالإضافة إلى منطقة المقابر التراثية والتاريخية، وبها عدد كبير من المباني ذات الطرز المعمارية العريقة، والقيمة التاريخية الكبيرة، وتم استعراض المسارات السياحية الحالية بين تلك المقاصد المتنوعة والفريدة".

وأضاف البيان أن الرؤية المقترحة تشمل "الارتقاء العمراني بالمناطق السكنية المتداخلة مع تحسين اتصالها بمحاور الحركة الخارجية مثل الأوتوستراد، وكذا التعامل مع مشكلة المياه الأرضية بتخفيضها بالطرق الهندسية المعروفة مع إمكانية استغلالها كمناطق خضراء وأنشطة تتكامل مع حدائق الفسطاط".